تفسيرسورة البقرة الآيات 01-05
هي أطول سورة في القرآن الكريم، و الثانية في الترتيب، وهي سورة مدنية بالإجماع.
عدد آياتها: 286.
عدد كلماتها: 6221.
عدد حروفها: 25500.
تشتمل على: 100 نهي،100 أمر،100 خبر، و 100 حُكم.
تسميتها:
سميت بهذا الاسم لورود قصة رجل من بني إسرائيل قُتل و لم يعرف قاتله، فذهب القوم إلى سيدنا موسى عليه السلام وعرضوا عليه الأمر فأوحى إليه الله تعالى يأمرهم بذبح بقرة و ضرب الميت بجزء منها فترد إليه روحه بإذن الله، ويخبرهم عن قاتله، و هي معجزة حسية تبين قدرة الله عز وجل على إحياء الخلق بعد الموت.
فضلها:
قال النبي صل الله عليه و سلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) أخرجه الإمامان مسلم والترمذي.
محتوياتها:
احتوت على العديد من الأحكام التشريعية في: تفسير الآيات:
﴿الم(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5)﴾
تتناول صفات صنف من الناس وهم المتقون:
﴿الم﴾ ثلاثة حروف مقطعة تقرأ: ألف، لام، ميم، قد وردت تسع وعشرون سورة مفتتحة بالحروف المقطعة، منها:
- أحادية: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ(1)﴾ص، ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)﴾القلم، و ﴿قوَالْقُرْآنِالْمَجِيدِ(1)﴾ ق.
- ثنائية: ﴿طه(1)﴾ طه، ﴿يس(1) يس.
- ثلاثية: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(1)﴾يوسف.
- رباعية: ﴿المص(1)﴾ الأعراف.
- خماسية: ﴿كهيعص(1)﴾ مريم.
روي عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهما، وسفيان الثوري أنهم قالوا: [الحروف المقطعة سر استأثر به الله عز وجل في علم الغيب]، و قال آخرون أن المراد بها تحدي الله عز وجل للعرب، وهم عمالقة البلاغة والبيان على أن يأتوا بمثله، وما يدعم هذا المعنى، أنه في كل مرة تذكر مقرونة بالقرآن الكريم: ﴿الم(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)﴾البقرة، ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1)﴾هود ، ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(1)﴾يوسف.
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ ذلك في اللغة تستخدم للدلالة على أمر بعيد، والكتاب هو القرآن الكريم، والآية تعني علو شأن القرآن ورفعة قدره.
﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ليس فيه أي شك، فهو كلام الله دون تحريف أو تزييف.
﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ مرشد إلى طريق الخير والصلاح في الدارين، أما المتقون هم الذين يخافون عذاب الله الدنيوي والأخروي، فيسعون للنجاة منهما، بفقه السنن والسير وفقها للنجاة من العذاب الدنيوي، و بالإيمان والعمل الصالح للنجاة من العذاب الأخروي.
الصفة الأولى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ التصديق الجازم بالغيب والذي يشمل الإيمان بالله تعالى وبالرسل وبالملائكة، وبالجنة والنار وهذه حقائق تعرف بالخبر دون النظر.
الصفة الثانية:﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ الصلاة يراد بها أداءها على وجه أكمل بوضوئها وأركانها وشروطها وخشوعها.
الصفة الثالثة: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ينفقون مما آتاهم الله من مال وعلم وفهم، مما جعلهم الله مستخلفين فيه.
الصفة الرابعة: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ وهو الإيمان بالقرآن الكريم كتابا منزلا من عند الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الصفة الخامسة: ﴿وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ فلا يكفي الإيمان بالقرآن الكريم، بل لابد من الإيمان بالكتب السماوية السابقة مثل: الزبور والتوراة والإنجيل.
الصفة السادسة: ﴿وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ وهو الإيمان اليقيني الذي لا شك فيه بدار القرار وما فيه من حساب وثواب وعقاب، أما الدنيا فهي دار الفناء.
وبعد عرض الله تعالى لصفات المتقين، يقر أنهم مهتدون ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾ وحرف على يفيد التمكن بمعنى تمكنوا من طريق الحق والاستقامة، فكانت خاتمتهم الفلاح ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾.